أخبار الصحةابحاثالصحة اليوم

 تعرف على متحور “دلتا” من كورونا السلالة “الأكثر خطورة”

التلقيح سلاح أساسي في مقاومة المتغيّر "دلتا"التلقيح سلاح أساسي في مقاومة المتغيّر "دلتا"

 

 

 

 

أصبح متغيّر فيروس كورونا المستجد، الذي يعرف باسم متغيّر “دلتا”، أحد أكثر السلالات المقلقة من فيروس كورونا المنتشر عالمياً.

وتشير أبحاث حديثة إلى أن متغيّر “دلتا” انتشر في 62 دولة على الأقل بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وساهم بلا شك في الموجة الهائلة من الحالات التي غمرت الهند في الأشهر الأخيرة.

ويبدو أيضاً أنّه أصبح السلالة السائدة التي تصيب الأشخاص غير المحصنين في المملكة المتحدة، وقد يكون من المرجح أن يصيب الأشخاص الذين تمَّ تطعيمهم جزئياً فقط من السلالات الأخرى.

 

ويحتوي متغيّر “دلتا” على طفرات متعددة يبدو أنها تمنحه ميزة على السلالات الأخرى، والميزة الواضحة الأكثر أهمية هي أن الطفرات قد تجعل السلالة أكثر قابلية للانتقال، مما يجعلها أيضاً أخطر متغيّر حتى الآن.

وأشارت إحدى الدراسات إلى أن متغيّر “دلتا” قد يكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة تصل إلى 50% من متغير B.1.1.7 أو ما يعرف بـ”متغير ألفا” ومنشأه بريطانيا.

 

ويقول البروفيسور نيل فيرجسون، عالم الأوبئة في “إمبريال كوليدج لندن” وأحد مستشاري الأوبئة الرئيسيين لحكومة المملكة المتحدة، في 4 يونيو ، إن “أفضل تقدير في الوقت الحالي، هو أن دلتا أكثر قابلية للانتقال بنسبة 60% من ألفا، والتي هي نفسها أكثر قابلية للانتقال من السلالة الأصلية لفيروس كورونا، التي ظهرت في الصين في أواخر عام 2019، ولهذا السبب يعتقد العلماء أنها أصبحت متغيراً مهيمناً على مستوى العالم”.

ومع اندلاع موجة من الإصابات في المملكة المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال وزير الصحة البريطاني إن متغيّر “دلتا” يُقدّر أنه قابل للانتقال بنسبة 40% أكثر من البديل “ألفا”.

 

أعلنت منظمة الصحة العالمية  فى مايو الماضى أنها ستمنح تسميات جديدة لمتغيرات “كوفيد -19” ذات الأهمية باستخدام الأبجدية اليونانية، وذلك بسبب الارتباك الذي تسببه الأسماء المختصرة المستخدمة حالياً على نطاق واسع، والتي تشير إلى مكان الاكتشاف، سواء في المملكة المتحدة أو جنوب أفريقيا أو الهند، وهي ممارسة تنطوي على خطر خلق وصمات عار ضارة حول بلدان معينة، وحددت منظمة الصحة العالمية المتغير B.1.617.2 على أنه “دلتا”.

وسيستمر العلماء في استخدام الأسماء الأبجدية الرقمية الأكثر تعقيداً للمتغيرات، كما هو الحال دائماً، لكن منظمة الصحة العالمية تأمل في أن تصبح الأسماء القائمة على الحروف اليونانية هي الأسماء المستخدمة على نطاق واسع بين غير العلماء.

 

 

وجدت أبحاث حديثة أجرتها حكومة المملكة المتحدة أن التطعيم الكامل لا يزال فعالاً إلى حد كبير ضد سلالة “دلتا”، لكنه قد يكون أقل فعالية قليلاً مع متغيّر “دلتا” عند المقارنة مع المتغيّرات الأخرى.

ووجد البحث أن جرعتين من لقاح كورونا وفرتا حماية بنسبة 81% ضد متغيّر “دلتا” (B.1.617.2)، مقارنة بنسبة 87% من الحماية ضد متغيّر “ألفا”.

وأعطت جرعة واحدة فقط حماية 33% ضد عدوى الأعراض من متغيّر “دلتا”، مقارنة مع 51% حماية ضد متغيّر “ألفا”، وهذا يعني أن جرعة واحدة أقل فاعلية بنسبة 35% ضد “دلتا” مما هي عليه ضد “ألفا”.

وإذا كان هذا صحيحاً، فهذا يعني أن “دلتا” قد يكون البديل الذي يمثل حالياً أكبر تهديد للسكان الذين تمَّ تلقيحهم جزئياً في جميع أنحاء العالم.

 

وفى صحيفة “نيويورك تايمز” فى مايو الماضى ، عالجت زينب توفيكجي، وهي عالمة اجتماع تركية يركِّز عملها على التحديات المجتمعية مثل كورونا هذه النقطة.

وأشارت توفيكجي إلى أن هذا المتغيّر ذو القابلية العالية للعدوى، يمثل خطراً كبيراً على الأشخاص الذين ليس لديهم مناعة سواء من التطعيم أو الإصابة السابقة، حتى لو لم يكن المتغيّر أكثر فتكاً من المتغيرات السابقة من الفيروس.

 

وأوضحت أن زيادة قابلية الانتقال هو تهديد أساسي، فالفيروس الذي كان يمكن أن يصيب ثلاثة أشخاص في المتوسط يمكن أن يصيب الآن أربعة.

ويعد متغيّر “دلتا” دليلاً إضافياً على كيفية استمرار تطوّر فيروس كورونا المستجد، وكيف يستمر هذا التطور في إنتاج متغيّرات أكثر خطورة من تلك التي سبقتها.

ومن الأدلة المتاحة قد يكون “دلتا” هو البديل الأكثر قابلية للانتقال حتى الآن في العالم، وبالتالي يشكل أكبر خطر على السكان غير المحصنين، وربما أيضاً السكان الذين تلقى معظمهم جرعة واحدة فقط.

وأفضل طريقة لتحجيمه هي إعطاء فرص أقل للفيروس في التطور من خلال منع تفشي المرض واحتوائه باحتياطات فعالة مثل أقنعة الوجه والتهوية المناسبة وتطعيم الأشخاص.