أخبار الصحةأمراض الفخذ والركبةابحاث

الوقاية من خشونة الركبة: أثر تقوس الساقين، الوزن، والممارسات الخاطئة

الوقاية من خشونة الركبة: استراتيجيات علاج التقوس وتجنب التآكل المبكر

 

تُعد خشونة الركبة، أو التهاب المفاصل التنكسي (Osteoarthritis)، من أكثر مشاكل العظام شيوعاً وتزايداً في العصر الحالي. تتمحور الخشونة حول تآكل الغضروف المبطن لسطح المفصل، وهو المادة التي تمنع احتكاك السطحين العظميين ببعضهما البعض. الملفت للنظر هو أن الخشونة أصبحت تظهر في سن أصغر من ذي قبل، حيث يعاني الكثير من الشباب من أعراضها، مما يؤكد على أهمية التركيز على الوقاية.


الوقاية من خشونة الركبة
الوقاية من خشونة الركبة

للتواصل واتساب

 

أنواع خشونة الركبة وأسبابها الجذرية

 

يُقسم الأطباء خشونة الركبة عادةً إلى نوعين رئيسيين بناءً على سبب النشأة:

 

1. خشونة الركبة الأولية (Primary Osteoarthritis)

 

تحدث هذه الخشونة نتيجة التقدم الطبيعي في السن، حيث يضعف الغضروف ويتآكل بمرور الزمن.

 

2. خشونة الركبة الثانوية (Secondary Osteoarthritis)

 

تحدث نتيجة لعوامل أو أمراض محددة تسرع عملية التآكل:

  • تشوهات المحور (تقوس الساقين): كما يوضح الدكتور محمود عبدالله، فإن أحد أهم المسببات هو تقوس الساقين (Genu Varum). هذا التشوه يسبب ضغطاً غير متساوٍ على جانبي المفصل، مما يؤدي إلى خشونة مبكرة تظهر أحياناً في سن العشرينات.
  • الأمراض الروماتيزمية: أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتويد) تهاجم المفصل وتسبب التهاباً وتلفاً.
  • الإصابات والكسور: كسور العظام التي تؤدي إلى تهتك سطح المفصل وعدم استوائه.
  • العدوى: الالتهاب الصديدي لمفصل الركبة.

 

العلاقة المحورية بين التقوس وخشونة الشباب

 

تكمن أهمية علاج تقوس الساقين في الطفولة والشباب ليس فقط من أجل المظهر الجمالي، ولكن كجزء أساسي من الوقاية من خشونة الركبة المبكرة.

  • في الأطفال: علاج تقوس الساقين يكون عبر التدخل الدوائي (مثل تصحيح نقص فيتامين د) أو التدخل الجراحي في بعض الحالات الشديدة لتعديل محور الساق.
  • في الشباب والبالغين: يكون العلاج عبارة عن عملية جراحية لإعادة استعدال تقوس الساقين (الشق العظمي)، بهدف إعادة توزيع الضغط على المفصل قبل أن يتطور التآكل الغضروفي.

 

عوامل الخطر السلوكية والميكانيكية للخشونة

 

زيادة الضغط الميكانيكي على المفصل تسرع تآكل الغضروف. ومن أهم هذه العوامل:

عامل الخطر الأثر على الركبة العلاج / الوقاية
زيادة الوزن الثقل الزائد يشكل ضغطاً هائلاً على المفصل، مما يؤدي إلى الاحتكاك والالتهاب والألم الشديد. الالتزام بحمية غذائية لتقليل الوزن (أهم علاج فعال).
استخدام السلالم يُعد صعود السلم سبباً رئيسياً لزيادة الضغط والاحتكاك في المفصل. تقليل استخدام السلالم قدر المستطاع.
الممارسات الخاطئة الوقوف لفترات طويلة، والجلوس بوضع التربيع أو القرفصاء، وثني الركبة بزاوية أكبر من 90 درجة. تجنب الجلوس بوضعيات تضغط على المفصل، وتجنب تمارين مثل الاسكوات بعمق زائد.
حمل الأوزان الثقيلة بشكل متكرر، هذا يسرع من خشونة الركبة وقد يسبب الانزلاق الغضروفي. تجنب حمل الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة أو متكررة.
تمارين ثني الركبة الحاد مثل ركوب العجل أو أي تمرين يعتمد على ثني الركبة بزاوية أكبر من تسعين درجة. يجب ممارسة هذه التمارين بحذر وتجنب الثني الحاد إذا كان هناك تاريخ من الخشونة.

 

أعراض خشونة الركبة: مؤشرات لا يمكن تجاهلها

 

تظهر أعراض خشونة الركبة بشكل تدريجي، وتستدعي زيارة الطبيب عند الشعور بها:

  1. ألم الركبة عند الحركة: الشعور بالألم عند المشي أو صعود أو نزول السلم.
  2. ألم الركبة الليلي: زيادة ألم الركبة أثناء فترات الراحة أو النوم.
  3. أصوات الركبة: سماع أصوات كالطرطقة أو الاحتكاك عند النهوض أو المشي.

خلاصة: لا تقتصر الوقاية من خشونة الركبة على كبار السن فحسب، بل تبدأ في مرحلة الطفولة بعلاج تقوس الساقين. كما تتطلب جهداً مستمراً في مرحلة البلوغ عبر التحكم في الوزن، وتجنب الممارسات التي تزيد الضغط الميكانيكي على المفصل. الالتزام بالحمية الغذائية والتقليل من استخدام السلالم هما حجر الزاوية في خطة العلاج والوقاية لمرضى خشونة الركبة.