أخبار الصحةاوارم العظام الحميدة والخبيثة

أورام العظام الحميدة: الأنواع، الأعراض، ومتى يجب استئصال الورم جراحيًا؟

أورام العظام الحميدة: الأعراض، الأنواع، وخيارات العلاج

 

أورام العظام الحميدة هي نمو غير طبيعي لخلايا العظم أو الغضروف، ولكنه نمو غير سرطاني ولا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. على الرغم من أن هذه الأورام لا تهدد الحياة بشكل مباشر، إلا أنها قد تسبب مشاكل كبيرة إذا أثرت على قوة العظم أو ضغطت على الأعصاب والأوعية الدموية المجاورة. فهم طبيعة هذه الأورام وأنواعها يساعد في تحديد خطة العلاج المناسبة، والتي غالباً ما تعتمد على المراقبة فقط.


أورام العظام الحميدة
أورام العظام الحميدة

للتواصل واتساب

أسباب أورام العظام الحميدة

 

حتى الآن، لا يوجد سبب واحد ومحدد لظهور أورام العظام الحميدة. يُعتقد أن مجموعة من العوامل تساهم في نشأتها، بما في ذلك:

  • اضطرابات النمو: خلل موضعي في نمو العظام أثناء مراحل الطفولة والمراهقة.
  • العوامل الوراثية: بعض المتلازمات العائلية النادرة والاستعدادات الجينية تزيد من خطر الإصابة، خاصة في حالة الأورام المتعددة.
  • التغيرات الهرمونية: قد تلعب التغيرات في التوازن الهرموني أثناء فترات النمو السريع دوراً في تحفيز نمو هذه الأورام.

 

أشهر أنواع أورام العظام الحميدة

 

هناك عدة أنواع من الأورام الحميدة التي تصيب العظام، وتختلف في منشأها وأعراضها:

  1. الورم العظمي الغضروفي (Osteochondroma):
    • الأكثر شيوعاً على الإطلاق.
    • يظهر عادةً عند المراهقين والشباب في نهايات العظام الطويلة (قرب الركبة والكتف).
    • قد يكون ورماً منفرداً أو متعدداً (في الحالات الوراثية).
  2. الورم العظمي الليفي (Fibrous Dysplasia):
    • يحدث فيه استبدال النسيج العظمي الطبيعي بنسيج ليفي ضعيف.
    • قد يسبب تشوهات أو ضعفاً هيكلياً يؤدي إلى كسور متكررة (Fractures).
  3. الورم العظمي (Osteoid Osteoma):
    • ورم صغير جداً ولكنه مؤلم للغاية، خاصةً في الليل.
    • يستجيب الألم في هذا النوع عادةً للمسكنات المضادة للالتهاب غير الستيرويدية ().
  4. الكيسة العظمية البسيطة (Simple Bone Cyst):
    • جيب مملوء بسائل داخل العظم.
    • شائع في عظام الذراع أو الفخذ عند الأطفال، وغالباً ما يكتشف بعد حدوث كسر مرضي.
  5. الورم الغضروفي (Enchondroma):
    • ورم ينمو داخل نخاع العظم (اللب الداخلي للعظم).
    • يصيب غالباً عظام اليدين والقدمين.

 

الأعراض الرئيسية والتشخيص

 

في معظم الحالات، يتميز الورم الحميد بعدم تسببه في أعراض واضحة، وغالباً ما يُكتشف بالصدفة بعد التعرض لإصابة بسيطة أو خبطة تستدعي إجراء أشعة.

 

الأعراض المحتملة:

 

  • ألم موضعي: قد يزداد في بعض الأنواع (مثل الورم العظمي) ليلاً أو بعد النشاط.
  • تورم أو بروز: الشعور بكتلة صلبة أو ملاحظة تورم في مكان الورم.
  • ضعف أو كسر: قد يؤدي الورم إلى إضعاف العظم، مما يجعله عرضة للكسر حتى من إصابة بسيطة.
  • ضغط موضعي: أعراض مثل الخدر أو التنميل إذا كان الورم يضغط على الأعصاب.

 

التشخيص:

 

يعتمد تشخيص أورام العظام الحميدة على عدة فحوصات:

  1. الأشعة السينية (X-ray): تُستخدم لتحديد مكان الورم وشكله وحجمه، وهي كافية لتشخيص أغلب الأورام الحميدة مثل الورم العظمي الغضروفي.
  2. الرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT): تُستخدم لتقييم امتداد الورم في الأنسجة الرخوة المحيطة أو لتحديد وجود القبعة الغضروفية، وخاصة عند التخطيط للجراحة.
  3. الخزعة (Biopsy): يتم اللجوء إليها في بعض الحالات التي يشك فيها الطبيب في الطبيعة الحميدة للورم أو للتمييز بين نوعين مختلفين.

 

العلاج والتوقعات المستقبلية

 

تختلف استراتيجية علاج أورام العظام الحميدة بناءً على الأعراض التي تسببها واحتمالية حدوث مضاعفات.

 

1. المتابعة الدورية (الانتظار اليقظ):

 

هذا هو الخيار المفضل في أغلب الحالات، خاصة إذا كان الورم لا يسبب أي أعراض أو ألم، ولا يمثل خطراً كبيراً على قوة العظم (لا يوجد خطر كسر). يتم متابعة الورم من خلال أشعة سينية دورية.

 

2. التدخل الجراحي:

 

يصبح ضرورياً في الحالات التالية:

  • إذا تسبب الورم في ألم شديد أو مستمر لا يستجيب للمسكنات.
  • إذا كان هناك خطر كبير للكسر في العظم المصاب.
  • إذا تسبب الورم في تشوه أو قصر في العظام النامية.
  • إذا ضغط الورم على الأعصاب أو الأوعية الدموية.
  • الاستئصال الجراحي: تتم الجراحة بإزالة الورم بالكامل (Curettage) مع ملء الفجوة الناتجة بترقيع عظمي في بعض الحالات.

 

3. العلاجات الموضعية:

 

  • العلاج بالكي الحراري أو التردد الحراري (Ablation): يستخدم هذا الإجراء بشكل خاص لعلاج الأورام الصغيرة مثل الورم العظمي (Osteoid Osteoma)، حيث يتم تدمير الورم بالحرارة دون الحاجة لعملية جراحية تقليدية.

 

التوقعات (Prognosis):

 

أورام العظام الحميدة لها توقعات جيدة جداً. نادرًا ما تعود الأورام بعد الاستئصال الكامل، ونسبة تحولها إلى أورام خبيثة هي ضئيلة للغاية (أقل من 1%، وغالباً في الأورام الغضروفية الكبيرة).

 

الخلاصة:

إن التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة، خاصة في الحالات التي لا يتم استئصال الورم فيها، أمر بالغ الأهمية لضمان الحفاظ على قوة ووظيفة العظم وتجنب أي مضاعفات نادرة.

الشلل الدماغي (Cerebral Palsy)